أنا ... وابنتي

احذروا إخوتي وأخواتي الدخول مع أبناءكم بالنقاش .
وان لم تصدقوا فتعالوا وانظروا بأم أعينكم إلى هذا الحوار
قالت : عمت صباحا يا ابتي


ـ : وأنت كذلك يا زهرة عمري
قالت زهرة عمرك ....؟ كيف يكون هذا ؟؟ فهل أنا زهرة .؟؟ ( محرج)
ـ : بل أنت اجمل من الزهرة .
قالت : ما دمت أنا اجمل منها لما تصفني بما هو ادنى ..؟؟ ( محرج)
ـ : هنا الجمال نسبيا يا ابنتي ولا يمكن أن نقارن النبات بالإنسان لانه مهما بلغ جمال النبات يبقى الإنسان اجمل واغلى بكثير .
قالت : ولكن .... هل دائماً الإنسان اجمل واغلى يا أبى .؟؟؟ ( انظروا قمة الإحراج)
ـ : بالطبع يا ابنتي فهذه حقيقة والحقائق لا تتغير ولا تتبدل أبداً .
قالت : ولكن في بعض البلاد نجد أن اقبح ما يكون وارخص ما يكون هو الإنسان ..؟
ونجد الحدائق ملئ بالزهور بينما الشوارع تعج بالناس لا للتنزه وانما لعدم وجود سكن
ولسوء حالتهم حتى المستشفيات الاتستقبلهم فلا يجدون إلا الحدائق ليتفيؤون بظلال أشجارها .


ومن هنا يا ابتي نجد أن الزهرة اجمل واغلى من الإنسان بكثير .
ألست على حق فيما قلت ....؟؟؟


ـ : ولكن ليس كل الحق . فهناك لجان لحقوق الانسان والنبات والحيوان والكل يعمل فيما يخصه .
قالت : اسمح لي يا أبتي أن أتكلم معك بكل أريحية وصدق .
ـ : تفضلي يا ابنتي هات ما لديك .
قالت : لا شك انك تكبرني بعشرات السنين . وهناك من يكبرني بسنوات فقط وهناك من أكبره أنا .
ـ : هذا طبيعي يا عزيزتي .... ( تقاطعني )
قالت : لو سمحت يا أبي انتظر لم اقل ما أريد إلى الآن .
ـ حسنا .... اعتذر لك عن المقاطعة ... تفضلي واكملي .
قالت : شكراً لك .... ماذا كنت أقول ...؟؟ آآآآآهااا .... تذكرت .
ما كنت اقصده أن فارق العمر لا يعني بالضرورة وجود فارق أيضا بالعلم والمعرفة لصالح الكبير .
ـ : عفواً سيدتي ما فهمت ممكن أن تعيدي ....؟
قالت : العفو يا ابتي فأنت سيدي وتاج رأسي ... واعلم يقينا انك تفهم ما اعني ولكنك ربما تكون مستغربا مني هذا البوح في مثل هذا الصباح الجميل .
ـ : صدقت أيتها العفريته ...ههههههههههه
قالت : لذا يا والدي فان وسائل الإعلام تنقل الخبر لكافة الأعمار وليس لفئة معينة ومن هنا كنت أتابع واعرف ماذا يحصل للإنسان وما يكون للأزهار .
ـ : ولكن يبقى الإنسان أغلى من الزهرة ... وهذه حقيقة وان لم تكن موجودة .
قالت : وأنا أقول أن الزهرة اجمل واغلى من الإنسان وهذا الواقع الذي نعيشه يا ابتي
وعلينا أن نعيش على ارض الواقع بدلا من العيش على أوهام الحقائق وأحلام لا تتحقق مهما طال بها العمر .
ـ : أظن أن أمك تناديك ....
قالت : بل ما أظنك إلا مللت وجودي .
ـ : كيف تقولين هذا وأنت زهرة عمري ... فكيف أملها
ـ هنا ... هزت رأسها بابتسامة وقالت : كأننا والماء من حولنا قوم جلوس ومن حولهم ماء .... استودعك الله .


انتهى